إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
74519 مشاهدة print word pdf
line-top
من الأدلة على إثبات صفة الكلام لله

...............................................................................


ولا شك أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، ثم إنه أيضا متناقضون فيه، ولا يقدرون على أن يتتبعوا ذلك في الأدلة كلها، فإن الله تعالى ذكر أنه نادى موسى في قوله تعالى: وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وفي قوله: هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى فدل على أنه ناداه وأسمعه النداء.
وكذلك قوله تعالى: وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا النجي هو الذي يكون الكلام بينه وبين من يناجيه خفيا، ومنه قوله تعالى: إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى المناجاة هي الكلام الذي بين اثنين، فالله تعالى ناجى موسى وناداه، أليس ذلك دليلا على أنه سمع كلام الله؟ فهل يكون هذا الكلام مخلوقا؟ وهل يكون ذلك هو التجريح؟ جرَّحه! .
الأدلة على ذلك طويلة يعني في تأويل قوله: ولا أتأول، ثم ذكر أنه يقرأ الكتاب والسنة:
وأقـول قـال اللـه جـل جـلاله
.....................................
يعني: أتلو كلام الله تعالى، والمصطفى الهادي يعني: وأقول قال المصطفى الذي هو محمد - صلى الله عليه وسلم- ولا أتأول أي: لا أتأول كلام الله، ولا أحرفه، ولا أصرفه عن ظاهره الذي هو مدلوله، فإن في ذلك تجرؤا على الله تعالى، وفي ذلك تحريف للكلم كما يفعله المتأولون.

line-bottom